![](http://www.astronomynotes.com/evolutn/accretdk.gif)
الثقوب السوداء
كثير ما يحدث ان ينفجر احد النجوم الكبيرة في الفضاء السحيق، وفي اعقاب هذا تنضغط محتويات هذا النجم انضغاطا هائلا وتصبح بقايا مواد صغيره الحجم وعالية الكثافه ، وثقيله الوزن ، ومع مرور الزمن يصبح هذا الجسم الجديد المضغود فراغا اسودا جديدا ، يضاف الى ماهو موجود اصلا في الفضاء.
ومن الصعب ان نقاوم جاذبية الاجسام صغيرة الحجم عاليه الكثافه وعلى سبيل المثال فان الفكاك من جاذبية النجوم النيترونيه امر صعب ولا يستطيع الهروب من هذه النجوم الا اشعه الضوء وموجات الراديو والإلكترونات فقط.
ولكن هناك في الفضاء أجسام غامضة لا تستطيع هذه الأشياء ان تفلت منها بسبب قوة حاذبيتها وكثافتها العاليه برغم صغر حجمها بالمقارنه بالنجوم ، والنجوم النيترونيه.
وقد اطلق العلماء على هذه الاجسام الغامضه اسم الفراغات السوداء ، وبرغم انها ليست فراغا فانها تستوعب أي شىء يقترب منها وكانها فارغه. ونظرا لعدم وجود أي ضوء ينبعث فانها قد سميت بالسوداء.
سبق وقد علمنا ان الضوء لا يمكنه الافلات من جاذبية الفراغ الاسود ، اذن كيف يمكن ان نراها او نعلم انها موجوده في مكان ما؟ بل كيف نعلم ان هناك ثقب اسود في الاساس؟
![](http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect20/accretion_disk.jpg)
القرص الملتحم
والاجابه بسيطة ، فمن خلال المراقبه المستمرة والمتابعه الدقيقة لما يحدث في الفضاء حول النجوم ، وجد انه اذا كان هناك بالقرب من احدها فراغ اسود ، فان هذا الفراغ يقوم باجتذاب المواد من هذا النجم وعندما تنساب هذه المواد خارجة من النجم والذي يكون في هذه الحاله بلا جول ولا قوة ، فانها تاخذ في الدوران حول الفراغ الاسود ، وتشكل حلقه دواميه مسطحة تسمى (القرص الملتحم) Accretion disk
ومع تزايد الحركة الدواميه للمواد في هذا القرص فان اشعة اكس تنبعث منها ، ثم تفقدها طاقتها وفي النهاية تسقط داخل الفراغ الاسود.
وفي الواقع اننا لا نستطيع رؤية هذا الشىء الذي ندعوه الثقب الاسود ، ولكننا نستطيع ان نلتقط انبعاث اشعة اكس ، ومن كوكبة الدجاجة constellation cygnus استطاع علماء الفلك ان يكتشفوا انبعاث اشعه اكس من نجم كبير يبدو انه يتحرك حركة دواميه حول شىء لا نستطيع رؤيته
الفرغات السوداء الصغيرة – mini black holes
تعد ظاهرة الفراغات السوداء من اكثر الظواهر التي تخضع للدراسة والحث ، نظرا لغموضها الشديد، وقلة المعلومات المتوفره عنها ، بالاضافه الى التوصل الى حقيقتها سوف يفسر الكثير من الاشياء التي لا ندري لها تفسير عن النجوم والمجرات والفضاء والفلك.
وقد توصل احد علماء الفلك الى ان هذه الفراغات السوداء قد تتسامى بمعنى انها تتحول من الحالة الصلبه الى الحالة الغزية دون المرور بالحاله السائلة ، ببطء وتتحول الى مجرد خليط من الغاز الرقيق
وكلما صغر حجم الفراغ ، زادت السرعه التي "يتسامى" بها ، وربما تكونت اعداد كبيرة من الفراغات السوداء من جميع الاحجام عند بداية الخلق.
وبعض هذه الفراغات كان من النوع الصغير جدا ، ولكن لها نفس كتلة ووزن الكواكب او النيازك او الشهب .
واذا تناثرت هذه الفراغات في الفضاء فاننا لن نكون قادرين على اكتشاف وجودها او تعقبها مالم تكن قريبة جدا من بعضها البعض.
وهنا قد يتبادر الى الاذهان سؤال ؟ ماذا يحدث او ان فراغا اسود من هذا النوع الصغير جدا قد اقرب من نظامنا الشمسي؟؟؟؟
ان قدرتنا على رؤية ما بداخل مركز المجرة معدومه ، حيث ان هناك كتله من النجوم تحجب عنا الرؤية ، ولكن الاشعاع الذي ينبعث في صورة موجات راديو واشعة اكس من المركز يجعلنا لا ندرك على وجه الدقه احوال هذا المركز ، لاننا نستطيع فقط التقاط وتتبع مثل هذه الاشعاعات دون رؤية ما يحدث.
بعض علماء الفلك يخمن ان هناك فراغات سوداء في مراكز بعض المجرات على الاقل . وهذه الفراغات تجتذب مواد النجوم القريبه مما يسبب حدوث هذه الاشعاعات.
اما الفراغ الاسود من النوع العادي مثل ذلك الموجود في كوكمبه الدجاجة Cygnus فان كتلته قد تكون مساويه لكتله نجم كبير . ولكن الفراغات السوداء الموجودة في مراكز بعض المجرات قد تكون كتلتها مساويه لملايين او بلايين النجوم، ومع هذه الكتله الهائله والمضغوطة الى هذا الحد فان قوة جاذبية هذه الفراغات يجب ان تكون شيئا يصعب تصديقة .
![](http://www.astrosurf.com/skylink/deepsky/messier/M87.jpg)
ان المجرة العملاقة (m-87) التي يبدو ان مركزها عبارة عن فراغ اسود ، فهذه المجرة تتكون من بلايين النجوم التي تدور حول شىء عملاق لا ينبعث منه أي ضوء والذي هو ثقب اسود استهلك كتلته حوالي خمسة بلايين نجم مثل الشمس في داخله.
لقد استخدمت أجهزة الكمبيوتر لمعالجة الصور التي التقطت للمجرة m-87 وقد بينت هذه الصور أن هناك نافورة من الغازات تندفع من قلب هذه المجرة تقذف بالمواد إلى أعماق بعيدة