إن عظم الكون واتساع أرجائه وتطاول المسافات بين أجزائه وكون الأرض (بكل ضخامتها بالنسبة لنا ) ليست سوى إلا نقطة زرقاء باهتة في خضم بلايين الأجرام التي تملأ الفضاء الرحب .. بالإضافة لضآلة الإنسان في أرضه ( الضخمة) إن ذلك كله ليجعل كبر الإنسان وغروره ليس إلا نكتة سخيفة تضحك عليها شواهد حقارته !
أوليس من بني الإنسان ذلك المغرور ( الأحمق ) الذي قال ( أنا ربكم الأعلى ) ولم يكن له دليل إلا ( أوليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) !! ... وصف نفسه بالرب الأعلى لأنه يأمر جماعة من البشر فتطيعه طاعة ناقصة ضمن عدة كيلومترات مربعة لاتعدو أن تكون رقعة صغيرة تهمل ضمن كوكب الأرض الذي هو إبرة في محيط قش لا تعلم نهايته .. وكيف حال هذا المحيط الشاسع أمام عرش الرحمن ؟؟؟؟
( ماالسموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس .. ومالكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض ) ...
فكم مرة تكرر هذه النكتة البلهاء وبصياغات مختلفة ودرجات متفاوتة ومن أناس متغايرين .. قد يكونون ملوكا أو زعماء .. أو يعدهم البشر عباقرة وعلماء .. أو يحسبونهم من العامة البسطاء .... لايهم فالكل على الحقيقة ليسو إلا حمقى وبلهاء .. يسبحون ضد التيار الجارف !! .. الكل منهم يضحك منه الصخر الذي بجواره .. الشمس التي تنيره .. الأرض التي تقله .. فكل شيء يضحك عليهم ويقهقه بأعلى ( صوته ) ولكن قليل من يفقه ضحكهم .. والغالب ( ماقدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عمايشركون ) ...
....................................................................................
ورد في الحديث القدسي ( ياعبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني اغفر لكم . يا عبادي ! انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . ياعبادي ! لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منك مازاد ذلك في ملكي شيئا . ياعبادي ! لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منك مانقص ذلك من ملكي شيئا ..... ) .