Advanced Search

المحرر موضوع: وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.  (زيارة 1559 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 19, 2006, 02:47:08 صباحاً
زيارة 1559 مرات

بوزترون

  • عضو مشارك

  • ***

  • 306
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://faculty.ksu.edu.sa/maien/default.aspx
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« في: يناير 19, 2006, 02:47:08 صباحاً »
بسم الله الرحمن الرحيم


وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس
بقلم: د. خضر محمد الشيباني
تلخيص: مَعين يحيى بن جنيد


لقد اتفق علماء الطبيعة و ما انبثق عنها من تطبيقات على فرضية محورية بها يستقيم العلم بما فيه من استنتاجات و قوانين. تلكم الفرضية هي أن استقراءاتنا للطبيعة عبر تجاربنا المحدودة في الزمان و المكان، و ما تمخض عنها من قوانين و نظريات؛ قابلة للتعميم لتشمل كل الزمان و المكان. و هنا سنتوقف أمام هذه الفرضية البديهية و ما يترتب عليها من فوائد.


لعبة العلماء:
إن اللعبة التي يتقنها العلماء تتمثل في خطوات إجرائية منضبطة نوجزها فيما يلي:

1- جمع المعلومات، و استقائها من رافد الكون، و إجراء التجارب حولها.
2- تجريد الظواهر المستقاة عن الشوائب الدخيلة.
3- تنظيم الملاحظات و البيانات في تنسيق مرتب و تصنيف دقيق.
4- استقراء مبادئ عامة من هذا التصنيف و الخلوص إلى نماذج و قوانين تتجاوز حدود الزمان و المكان الخاص، و دمج كل ذلك في نظريات متكاملة بالاستعانة بالمنطق الرياضي، و تراكم الخبرة التجريبية.
هذه الخلطة السحرية هي التي أنتجت –و ما زالت– ذلك الصرح العلمي الشامخ. و من البديهي أن الذي وراء هذا النجاح هو (المنهج العلمي).
إن هذه الخطوات التي استطاعت أن تفك بعض رموز (الكون) هي من إنتاج (العقل البشري) و لا أدل على ذلك من تلك الثقة في تحقيق الفهم لظواهر الكون.


طرفا القضية: العقل و الكون.

يدرك العاملون في مجال (الاتصالات) ضرورة أن تكون الدوائر الكهربية و الإلكترونية في (جهاز البث) متفقة و متوائمة مع الدوائر المناظرة لها في (جهاز الاستقبال)، و بالتالي فإن (الموجات الكهرومغناطيسية) المنطلقة من جهاز البث حاملة المعلومات؛ سيستقبلها (جهاز الاستقبال) بصدر رحب كما هي دون تشويش أو تغيير، و بالتالي يتسنى معرفة المعلومات و فهم فحواها.
و إذا تأملنا البناء العلمي فسنعلم أن الكون ما هو إلا إشارات و رموز مبثوثة في كل مكان تحمل بين طياتها الحقائق و المعلومات، و لذا فكي يتم فك تلك الرموز و الشفرات فهناك حاجة إلى (جهاز استقبال) حساس و متوائم مع طبيعة هذه المعلومات و مصدر بثها.
و بهذا يتضح لنا أننا نعيش في كون قابل للإدراك و المعرفة، إذ أن عقل الإنسان بأدواته المعرفية قادر على النظر و البحث في شتى جوانب الكون.


جهاز الاستقبال:
يقول عالم الرياضيات الشهير هنري بوانكاريه: "العلم هو بناء من الحقائق كما أن المنزل هو بناء من الحجارة، و لكن مجموعة من الحقائق ليست علما كما أن أكواما من الحجارة ليست منزلا" و التركيز هنا على مصطلح (البناء). و هذا يعني أن جهاز الاستقبال (العقل البشري)
لا يتوقف عند حد الاستقبال و حصر المعلومة فقط، بل يتجاوز ذلك في عملية إبداعية ليقوم بثلاث مهمات إضافية:
• التنبؤ بحقائق غير معروفة و نتائج جديدة.
• القدرة على التخيل الفائق و التصورات التنظيرية الباهرة.
• التوجه التوحيدي بين الحقائق و النظريات العلمية.


النتائج المنطقية:

إن هذه (التوليفة) الخاصة للعقل البشري في استقباله للإشارات الكونية، و ذلك التّوق المعرفي كامنين غريزيا، و هذا يجعلنا نجزم أن (العقل) غاية تنسجم مع مكونات (الكون) و غاياته، و لا بد أن يكون هناك تدبير محكم فرض هذه المواءمة البديعة، و لو كان الأمر مصادفة لتضاربت الإرادات.
إن الثقة بتلك الموائمة و بالتالي الثقة في الاستنتاجات و القوانين التي انبثقت عنها دون التخوف من التناقض أو التهيب من الانتكاس لدليل على أن هذا العقل هو جزء لا يتجزأ من هذا الكون و مظهرا من وحدة كبرى مهيمنة في كل زمان و مكان. فالكون هو (الآفاق) و الذات البشرية هي (الأنفس) و كل ذلك يتفاعل و يتقاطع في تناغم تام و صدق الحق عز و جل: "سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت : 53].
و كذلك فإنه بالنظر إلى القرآن نجد تلك الإشارات المتعددة لأولي الألباب، و مطالبتهم بالتفكر و التدبر؛ تدل قطعا على تجانس هذا العقل مع مفردات الكون في وحدة أصيلة ليكون دليلا ناصعا و قادرا على التحليل و الاستيعاب و الفهم، و صدق الحق عز و جل: "إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب" [آل عمران : 190].
هذا رأي فإن أصبت فبفضل الله ، و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ...و أستغفر الله ...

-->الانتقاد البناء و النقاش العلمي الهادف.. ركيزتان للتطور. [مجهول]

يناير 19, 2006, 08:30:20 مساءاً
رد #1

greencity

  • عضو مشارك

  • ***

  • 425
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #1 في: يناير 19, 2006, 08:30:20 مساءاً »
مقال جميل جدا
أتذكر فلسفة بيكون التي تؤمن بتخليص العقل من كل الشوائب التي من حولة في طريق نحو جعل العقل يفكر بصفاء و عندها يستطيع العقل تفسير ذلك الغموض الذي يلف الكون كله


تحياتي

يناير 19, 2006, 09:18:18 مساءاً
رد #2

T4A

  • عضو مبتدى

  • *

  • 70
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #2 في: يناير 19, 2006, 09:18:18 مساءاً »
موضوع رائع بوزترون وجميل جدا..وفعلا فالعقل دائم البحث في هذا الكون العميق ويحاول دائما فهم هذا الكون وفك رموزه لنرى ابداع الخالق سبحانه وتعالى ولنرى كبر هذا الكون ويقول ديفيد بوم بان هذا الكون كل يوجد في الجزء مثل العقل والجزء وجزء من الكل فهذا الكون جزء من عقلنا البشري الذي يفكر فيه ويفكر في نجومه وكواكبه وفي كل شيء ...وليس هناك من شخص في هذه الدنيا الا ووقف وقفه تامل ولو كانت ثواني لهذا الكون الكبير ....

يناير 20, 2006, 03:16:51 صباحاً
رد #3

بوزترون

  • عضو مشارك

  • ***

  • 306
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://faculty.ksu.edu.sa/maien/default.aspx
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #3 في: يناير 20, 2006, 03:16:51 صباحاً »
السلام عليكم و رحمة الله،
greencity و T4A، أشكركما على هذا التجاوب الرائع، و استكمالا لما قلتما، أعتقد أن الخلل الرئيس الذي يكمن في عقليات أكثرنا -العامة و طلبة العلم بل و بعض حملة الشهادات العالية- هو نقص الوعي بأهمية فهم الأفكار الفيزيائية التي أدت إلى نشوء نظرية ما، أو الأفكار التي نشأت عن نظرية ما. فأكثرنا الآن يجهل أن الجانب الفكري في النظرية من الأهمية بمكان كما هي أهمية البنية الرياضية للنظرية. لذلك أصبحنا نرى من يجتهد في قدح بعض النظريات و هم لم يفهموا بنيتها الفكرية و لا الرياضية.
فالنظريات هي فهمنا و إدراكنا للطبيعة -أي الكون الذي خلقه الله تبارك و تعالى-، و كلما كانت أفكار النظرية و رياضياتها قريبة من الواقع كلما كان فهمنا و قربنا من الطبيعة أكبر، مع هذا فقد نكتشف لاحقا أننا أخطأنا الاعتقاد، فنبحث عن أفكار أخرى، إذن ليست النظريات تطويعا للطبيعة أو ليًّا لعنقها، بل هي اجتهاد بشري قابل للنقض. و لكن طالما أننا نتقبل نظرية ما و نرتاح لها فإننا سنظل متمسكين بها إلى أن نكتشف ما يخالفها أو يعممها أو ينقضها، و لا نستطيع أن نفعل ذلك دون أن نفهم النظريات التي بين يدينا من كلا الجانبين: الفكري و الرياضي. فإذا حققنا ذلك كان بالإمكان الخوض في البدائل أو غير ذلك.
أرجو أن تكون فكرتي قد وصلت، و للجميع أطيب التحايا.  
هذا رأي فإن أصبت فبفضل الله ، و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ...و أستغفر الله ...

-->الانتقاد البناء و النقاش العلمي الهادف.. ركيزتان للتطور. [مجهول]

يناير 20, 2006, 02:03:48 مساءاً
رد #4

greencity

  • عضو مشارك

  • ***

  • 425
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #4 في: يناير 20, 2006, 02:03:48 مساءاً »
لي تعليق لاحقا

يناير 20, 2006, 03:21:08 مساءاً
رد #5

ياسر

  • عضو متقدم

  • ****

  • 919
    مشاركة

  • مشرف الفيزياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #5 في: يناير 20, 2006, 03:21:08 مساءاً »
السلام عليكم
.....................
الأخ بوزيترون مشكور على الموضوع الذي أثرته
.....................
أعتقد أن ما ذكرته على أن لعبة العلماء وغيرهم في بناء صرح العلوم
بأن البنود الثلاثة التالية تمثل صرح المعلومات المنسقة
1- جمع المعلومات، و استقائها من رافد الكون، و إجراء التجارب حولها.
2- تجريد الظواهر المستقاة عن الشوائب الدخيلة.
3- تنظيم الملاحظات و البيانات في تنسيق مرتب و تصنيف دقيق.
(وهي المعلومات من تجارب –ظواهر –أقوال –أراء –نظريات....)
.....................
وحتى نبني من صرح المعلومات المنسقة علما  يجب أن ندخل البند الرابع التالي
4- استقراء مبادئ عامة من هذا التصنيف و الخلوص إلى نماذج و قوانين تتجاوز
 حدود الزمان و المكان الخاص، و دمج كل ذلك في نظريات متكاملة بالاستعانة
 بالمنطق الرياضي، و تراكم الخبرة التجريبية.
(وهي ما تدعى بالأساسيات (أوليات –تعاريف –مسلمات (فرضيات)) وهي جوهر
أي علم
وعندما نصل من الأساسيات إلى صرح المعلومات المنسقة بمنطق سليم نكون قد
أحيينا علما
.......................
السلام عليكم

يناير 20, 2006, 09:45:02 مساءاً
رد #6

T4A

  • عضو مبتدى

  • *

  • 70
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #6 في: يناير 20, 2006, 09:45:02 مساءاً »
اخواني العزاء...نحن نحتاج الى اكثر من ان نسلم بالنظريات او القول بانها صحيحه مائه بالمئه مالم تثبت التجربه ذلك بل نحتاج الى التفكير في كل نظريه وفهمها ومعرفة كيف صيغت وكيف ووجدت ووضعت ولا نسلم باي نظريه بانه لايمكن ان تخطا فقد تخطا ونظهر بنظريات اخرى والمشكله فان الكثير من الناس يسلم بالنظريه ولا يحاول البحث عنها وعن ماهيتها وعن اخطائها ان وجدت واذا بحثنا عن طريق هذا الاعتقاد قد نصل الى امور كثيره ...وكل نظريه ظهرت الى وقتنا الحاضر كانت تصاب بالخطا لذلك علينا دائما البحث ومحاوله فهم اعمق الى ماتشير اليه النظريه وماترمي اليه وماقد تحدث من نتائج ان طبقنا هذه النظريه الى الواقع وفهم معادلاتها الرياضيه وماترمي اليه..ولكم دوام التوفيق

يناير 20, 2006, 11:26:39 مساءاً
رد #7

greencity

  • عضو مشارك

  • ***

  • 425
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #7 في: يناير 20, 2006, 11:26:39 مساءاً »
أحب اقول كلام خفيف تعليقا على كلامك عن إقتراب النظرية من الواقع

بس لي كلام مطول لاحقا ( مشغول بالاختبارات )


هناك فلسفة علمية تسمى ( الاداتية ) - على ما أظن - تقول :

النظريات العلمية ماهي إلا أداة لتفسير الواقع و الحقيقة و ليس بالضرورة هي الحقيقة
فهل نسعى من النظرية إلى التفسير أم إلى الوصف

انشاء الله في ردي القادم

مدحت محمد

يناير 29, 2006, 10:28:48 مساءاً
رد #8

ياسر

  • عضو متقدم

  • ****

  • 919
    مشاركة

  • مشرف الفيزياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #8 في: يناير 29, 2006, 10:28:48 مساءاً »
السلام عليكم
.........
موضوع يحوم حول معايير العلم  
.........
السلام عليكم

يناير 30, 2006, 03:21:01 صباحاً
رد #9

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
وحدة العقل و الكون، في الآفاق و الأنفس.
« رد #9 في: يناير 30, 2006, 03:21:01 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

منطق جميل , جزاك الله خير أخي بوزترون..

ومن وجهة نظري , الإبداع يكون عن طريق الخيال الخصب الغير محدود بما هو معروف ,, وللإنتاجية من ذلك الإبداع تأتي أهمية التدرج في التفكير بين الملاحظ والتفسير وتصوره ببنية متكاملة.

                        والسلام عليكم..
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.