واستكمالا لما بداناه عن مركبات بدون روابط كيميائية ..
لقد تبين من دراسة هذه المركبات انها تتكون من باسلوب يخالف اسلوب الاتحاد الكيميائي المتعارف عليه ، فهي مركبات لاتوجد بين الجزيئات المكونة لها اية روابط كيميائية من أي نوع ، ولكن احد هذه المركبات يعمل مثل المضيف أي انه يستضيف الجزئ الاخر الذي يعرف باسم الضيف .
وتكون مادة المضيف بلورات محددة التركيب ، ولكن الشبكة التي تتكون منها هذه البلورات لاتكون متكاملة عادة او متناسقة ، بل يكون بها فراغات بين الذرات او الجزيئات المكونة لها يمكن ان تملأها بعض الجزيئات الاخرى التي يتناسب حجمها مع حجم هذه الفراغات ؛ ولهذا فان هذه الجزيئات تسمى جزيئات الضيف .
ويبدو ان المضيف يعتز كثيرا بوجود الضيف في بلوراته فقد اتضح ان جزيئات الضيف لا تستطيع ان تغادر الشبكة البلورية للمضيف ؛ ولهذا نجد ان بعض المواد مثل جزيئات الكلور او بعض الغازات الخاملة يتم اصطيادها بسهولة في الشبكة البلورية للماء .
ويطلق العلماء على هذه المركبات اسم " المركبات الشبيكة " "Catherates " لان بعض الجزيئات يتداخل في شبيكة بلورات الجزيئات الاخرى .
وقد عرف ان الغاز الطبيعي الذي يتكون اساسا من الميثان يكون مثل هذه الهدرات منذ عام 1930 بعد ان لوحظ انسداد الانابيب التي تنقل هذا الغاز في المناطق القطبية ، وفسرت هذه الظاهرة على ان الغاز الطبيعي به بعض الماء ، وانه يكون مع الماء هدرات صلبة عند انخفاض درجة الحرارة ، وهذه الهدرات هي التي تسد الانابيب التي تنقل الغاز .
ويقدر المخزون من الغاز الطبيعي على هيئة الهدرات في باطن الارض بنحو 1000 تريليون متر مكعب ، ويطلق على هذه الهدرات اسم " الطاقة المتجمدة " ولو امكن استغلال كل هذا القدر المخزون من الغاز الطبيعي لقضى ذلك تماما على ما نتوقعه من نقص في الطاقة في مستهل القرن الحادي والعشرين.
وقد أثبتت البحوث الحديثة ان ظاهرة تكون هدرات الغازات يمكن ان تحدث في أي مكان مادامت درجة الحرارة منخفضة وكان الضغط مناسبا ، ، وقد ثبت الان ان مذنب هالي يتكون من هدرات صلبة من غاز ثاني اكسيد الكربون والماء ، وان هذه الهدرات تنحل الى بخار الماء وغاز ثاني اكسيد الكربون عندما يقترب هذا المذنب في مداره من الشمس .
مــــع خالــــــص تحياتــــــــي