يستعد رواد محطة الفضاء الدولية للقيام بمهمة حاسمة للسير في الفضاء لمد الاسلاك الكهربائية بين المحطة ونظام الطاقة الشمسية الجديد في الوقت الذي تفكر فيه ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) في ترتيب مهمة سير رابعة في الفضاء لاصلاح لوح شمسي عالق.
ويحتاج طاقم المكوك ديسكفري الذي وصل الى محطة الفضاء يوم الاثنين ويبقى فيها اسبوعا لمد اسلاك كهربائية جديدة للمحطة حتى تتمكن من استخدام الطاقة التي تنتجها انظمة للطاقة الشمسية ركبت في المحطة في سبتمبر ايلول الماضي.
ومد الاسلاك الكهربائية واستخدام نظام الطاقة الجديد يفي بالحاجة لزيادة امدادات محطة الفضاء الدولية بالكهرباء من أجل تشغيل المختبرات التي صنعتها اوروبا واليابان والتي سيتم تركيبها بالمحطة بدءا من العام القادم.
واستعد رائدا الفضاء روبرت كوربيم وكريستر فجليسانج اللذان قاما يوم الثلاثاء بأول مهمة سير من بين ثلاث مهام قررتها ناسا لهذه الرحلة للقيام بمهمة السير الثانية في الفضاء ومدتها ست ساعات تبدأ نحو الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت وسط امريكا (2000 بتوقيت جرينتش).
ويقوم طاقم ناسا للمتابعة الارضية بقطع الكهرباء عن نصف محطة الفضاء الدولية حتى يتمكن رائدا الفضاء في مهمة يوم الخميس من نزع الاسلاك الكهربائية عن نظام طاقة مؤقت ومدها الى نظام الطاقة الدائم.
ومهمة يوم الخميس هي مهمة مؤجلة كانت ناسا تعتزم القيام بهاعام 2003 لكن توقف البناء في المحطة لاكثر من عامين عقب انفجار المكوك كولمبيا في الجو ومقتل رواده في ذلك العام.
ومهندسو ناسا غير متأكدين من ان المعدات الكهربائية التي تعرضت لدرجات حرارة في الفضاء أطول مما كان مقررا لها ستعمل فور ايصالها بالمحطة.
وفي حالة فشل عملية التشغيل سيكون على رائدي الفضاء اصلاح المشكلة قبل ان تنتهي فترة سيرهما في الفضاء ومدتها ست ساعات.
وفي حالة مضي المهمة على مايرام سيقوم كوربيم بمهمة سير في الفضاء مقررة يوم السبت برفقة رائدة الفضاء سونيتا وليامز لمد الاسلاك بين شبكة الطاقة الجديدة والنصف الثاني من محطة الفضاء الدولية. كما طلبت ناسا من الرواد يوم الاربعاء دراسة امكانية القيام بمهمة سير رابعة في الفضاء خلال هذه الرحلة بعد ان فشلت جهود طي وسحب لوح شمسي طوله 33 مترا وأصبح مطويا بنسبة 50 في المئة فقط.
وبعد فشل طي اللوح الشمسي وسحبه اليا يوم الاربعاء كان على ناسا ان تبت في أمر تكليف الرواد بمهمة اضافية للسير في الفضاء لطيه يدويا وسحبه. ويجب انجاز هذه المهمة لافساح الطريق امام شبكة الطاقة الجديدة لتعمل وتتحرك ألواحها بحرية حسب توجه الشمس للحصول على الطاقة.
ومن المرجح ان يقوم بمهمة السير الاضافية كوربيم وفجليسانج لكن هذه الفكرة ستلغى اذا لم يتفق الطاقم الارضي ورواد الفضاء على خطة لطي اللوح الشمسي وسحبه يدويا.
وأوضح كاري ان هذا اللوح الشمسي لا يشكل مشكلة لرواد الرحلة الحالية لكن يجب وضعه في المخزن قبل انطلاق رحلات أخرى عام 2007 .
وكان من المهام الموكلة الى طاقم المكوك الامريكي ديسكفري الذي يزور حاليا محطة الفضاء الدولية القيام بمحاولة لسحب واحد من لوحين للطاقة الشمسية ظلا طوال ست سنوات المصدر الوحيد للطاقة في الاقسام الامريكية من المحطة.
وفي العام القادم يسحب رواد الفضاء اللوح الثاني ويغيرون موقع شبكة جديدة للطاقة تمد محطة الفضاء الدولية بمزيد من الطاقة بما يسمح بتشغيل مختبرات جديدة.
ويأمل طاقم المكوك ديسكفري انه بحلول موعد انتهاء رحلتهم تكون محطة الفضاء قد بدأت تحصل على احتياجاتها من الطاقة من شبكة جديدة للطاقة الشمسية نقلت من الارض وركبت في المحطة خلال مهمة للسير في الفضاء جرت في سبتمبر ايلول الماضي.
واستؤنف تجميع وبناء محطة الفضاء الدولية في سبتمبر ايلول ووضع الخبراء جدولا زمنيا للانتهاء من هذه المهمة قبل احالة اسطول برنامج مكوك الفضاء الامريكي للتقاعد عام 2010 . وتحتاج ناسا الى 13 مهمة أخرى على الاقل لاستكمال بناء المحطة.