السلام عليكم
نعرف جميعا أن السابق إلى تسجيل الأصوات وتخزينها وإعادة سماعها هو المخترع الأمريكي الفذ توماس إديسون.. ولكني قرأت قصة غريبة جدا من تاريخ الأجداد المسلمين، وأحببت نقلها لكم.
القصة ينقلها لنا ويؤرخها الإمام القـَـرافي،وهو الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس المالكي المصري الفقيه الأصولي علم المالكية (626-684هـ) رحمه الله تعالى. (لاحظ تاريخ ميلاده ووفاته لتعلم أنه مملوكي العصر ولد بعد غزو التتار).. والإمام القرافي – إلى جانب نبوغه وإمامته في الفقه واصوله وعلوم أخرى- من نوادر المخترعين النابغين في صناعة الساعات الفلكية.
ركز معي رجاء...!!
يقول القرافي رحمه الله في كتابه: ((نفائس الأصول في شرح المحصول)) وهو يتحدث عن الدلالة الصوتية: هل مجرد الصوت يدل على صاحبه؟ هل إذا صدر صوت فلا بد له من صاحب؟ أم أنه يمكن صناعة الصوت في غير الإنسان؟؟؟!!!!!!!
'>
ثم نقل لنا القصة التي نتحدث عنها متحدثا عن اختراع صنع لأحد السلاطين وهو عبارة عن ساعة ولكنها فريدة من نوعها..
قال: "بلغني أن الملك الكامل، صنع له شمعدان (طبعا تعرفون الشمعدان!!) كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه، وخرج منه شخص – يقصد دمية شخص- يقف في خدمة الملك، فإذا انقضت عشر ساعات طلع الشخص على أعلى الشمعدان، وقال: صبح الله السلطان بالخير والسعادة، فيعلم أن الفجر قد طلع.!!!!"
'>
ثم تحدث القرافي عن أعجوبة أخرى من أعاجيبه!!. فقال: "وقد عملت أنا –المتكلم القرافي رحمه الله- هذا الشمعدان، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة، وفيه أسد تتغير عيناه من السواد الشديد، إلى البياض الشديد، إلى الحمرة الشديدة، في كل ساعة لها لون، وتسقط حصاتان من طائرين، ويدخل شخص ويخرج شخص غيره – يقصد دمية -، ويغلق باب ويفتح باب، فإذا طلع الفجر، طلع الشخص على أعلى الشمعدان، وإصبعه على أذنه يشير إلى الأذان، ولكني عجزت عن صنعة الكلام!! ثم صنعت صورة حيوان يمشي ويلتفت يمينا ويسارا، ويصفر ولا يتكلم" انتهى كلامه رحمه الله.
'>
نقل هذه القصة شيخ حلب والشام الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة في كتابه النفيس:"صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل"، وقرأتها فيه.. وذكر من مصادرها..
1- كتاب "التصوير عند العرب" لأحمد تيمور باشا رحمه الله.. نقلا عن:
2- كتاب "قطرات الدمع فيما ورد في الشمع" لابن طولون الدمشقي
3- مقال: "علماء فنانون: الإمام القرافي" لعبد المجيد وافي عن مجلة "الوعي الإسلامي" العدد 40 في عام1968م(طيعا واضح أنه عدد نادر)
وكتاب القرافي السالف ذكره ((نفائس الأصول في شرح المحصول)) مخطوط محفوظ في دار الكتب المصرية.. أكد ذلك الشيخ عبد الفتاح رحمة الله عليه.
ويا ليت نتوقف عند هذه القصة ونتفكر.. هل حقا سبق المسلمون الأوائل إلى تسجيل الأصوات.. وهل حقا كانت هذه المواهب موجودة في القرن السابع الهجري أي قبل 700 سنة؟؟!!!!
لدي الكثير لأقوله ولكني أنتظر تعليقكم..
مع تحيات أخيكم أرشميدس مصر