Advanced Search

المحرر موضوع: مذكرات فيزيائية  (زيارة 771 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أكتوبر 18, 2002, 11:59:50 صباحاً
زيارة 771 مرات

الأديبة الفيزيائية

  • عضو مبتدى

  • *

  • 5
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
مذكرات فيزيائية
« في: أكتوبر 18, 2002, 11:59:50 صباحاً »
هذه مشاركة بسيطة... في أحداث حصلت معي الترم السابق.....


***********

ما كان بدٌٌّ من الذهاب... كما هو دائماً..

أتوجه إلى المعمل.. أتلاحق والزفرات.. "ألا يوجد حلٌ لما ألاقيه!"

زفرة أخيرة، ثم أدفع باب المعمل.. أراها تنتظرني ـ كالعادة ـ فأنا لا آتي على الموعد رغم كل محاولاتي لتجنب التأخير، لا أدري هل السبب مني! أم لكثرة ما تعرقلني قدماي في المسير!... أم أنه وقت المعمل الذي لا يأتي إلا بعد الظهر، فأرى طاقتي قد استهلكت، وهمتي قد فترت!....

لا يضايقني أمر كما يضايقني وجودي هنا في هذا الوقت.... حسنا، ها قد أخذتُ مكاني.. بدأتْ المعلمة في الشرح.. النعاس يداعب أجفاني.. لماذا لا يأتيني إلا في الجامعة.. أفتح عيني، وأوسع أحداقها لأطرد النوم منها... هل هناك جدوى من ذلك!..

"ابدأن العمل".. أنتبه فجأة.. نعم نعم، التجربة سهلة للغاية.. علينا أن ننتظر أولا ارتفاع درجة الحرارة إلى (300°)... طبعا، لابد أن تدور أحاديث بيننا ونحن ننتظر.. فجأة تلفتتْ إحدانا للنافذة..صرخة رقيقة... ثم نهرع جميعا لنشاهد ما تشاهده.. "يا ألله " إنها المرة الأولى التي أرى فيها الحَمَام وجهاً لوجه، لا يفصلنا عنه سوى بضع سنتيمترات.. يتأملنا كما نتأمله، ولسان حاله يقول: "الحمد لله على الحرية".. أخذت إحدانا تلوح بيدها خلف النافذة المغلقة.. ما زال مطمئنا.. يدور على لسانه قلق لم نحزره.. تأتي زوجته وتجلس بهدوء فوق أصيص خارج النافذة.. هل تظنه عشا لهما!!.. هل نبقى هكذا؟.. وددت لو فتحت النافذة، لتسرح الحمامتان معنا في المعمل....لم يطل حلمي.. طارت الحمامتان..

عدنا لنتابع درجة الحرارة.. بدأنا التجربة.. أتابع ساعتي كل عشر دقائق.. ها نحن نسجل القيم المطلوبة، لنرسم خطا بيانيا.. نأمل أن يكون مستقيماً، على غير عادته!!.. أتلفّتُ للنافذة.. لقد عاد زوج الحمام!!.. أتأملهما من بعيد، يقفان بكل ثقة.. لا أدري هل يفكران، أم يتفرجان فحسب؟!.. يحدثان بعضهما.. لعلهما يتغازلان! .. أعود للتجربة..

الساعة الرابعة.. وقد انتهينا من التجربة.. كانت سهلة للغاية.. مازال منظر الحمام عالقاً في ذاكرتنا، ليشعرنا أننا لسنا في برج عاجي، وأن هناك من شاركنا معملنا اليوم..

          في الأسبوع الذي يليه.. الحالة تتكرر.. بتجربة أخرى.. تذكرت زوج الحمام، فحانت مني التفاتة للنافذة.. إنهما هناك، يا سلام.. كم هما حافظان للود.. ولكن حركتهما قد ازدادت هذه المرة، طارا سريعا....

 في منتصف التجربة، تنطلق صرخة رقيقة.. ماذا هناك؟!!!..لا يوجد حمام! إذن ماذا؟!!... "انظرن".... "يا ألله" بيضة صغيرة.. كأنها بواقي بيضة!!.. لقد احتارت الحمامة أين تضعها، ثم قررت أن تضعها على حافة النافذة فوق الحجر.. لم أصبر أن أمد يدي لتفتح النافذة وتلتقط البيضة وتتلمسها.. صراخ آخر يمنعني.. "قد تفسد إن مسكتها".. لم أقتنع بكلامهن، ولكني آثرت السلامة.. عدتُ لتأملها.. تبدو يتيمة بأبوين تركاها!!.. لعلهما ذهبا لإحضار بعض القش ليحمياها.. ولكنها قد تطير بنفخة ريح!!.. إنها ثقة مطلقة بحماية الله!... ابتسمتُ ملئ شفتاي.. تُرى هل يعني العالَم للبيضة كما يعنيه لنا!!!..

في اليوم الثاني، كنا نجلس في محاضرة مادة المعمل السابق ـ في غرفة أخرى ـ .. فجأة تبدي الدكتورة إعجابها بزوج الحمام الواقف على النافذة.. إنهما نفس الحمام!!.. يبدو أنهما أحبا (درس الذرية)!!...

أكتوبر 18, 2002, 01:42:02 مساءاً
رد #1

المعلم الثالث

  • عضو متقدم

  • ****

  • 749
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
مذكرات فيزيائية
« رد #1 في: أكتوبر 18, 2002, 01:42:02 مساءاً »
قصة جميلة ... جدا

ما شاء الله ... تتبدى فيها روح العلماء ...

والجانب المشرق للعقلية العلمية ...

في هذه القصة .. اختي ... ازلتي عنا وصمة ... الجمود والتزمت .. واهمال القلب

تلك التي اطلقها علينا ... بعض معتنقي الادب جزافا ...

وسيبقى الحمام ... يهدل ... وسيبقى العقل في تأمل ... والقلب في خفقان ...

اختي الكريمة ..

شكرا لكِ

اخوكِ ـــــ المعلم '<img'>
دخل الفارس المنتصر مدينته المفتوحة .... وكانت كل فتيات المدينة الجميلات يهتفن بإسمه ....  فنظر اليه احد الجنود وقال : ما لك لست فرحا يا سيدي؟  .
فأجاب الفارس المنتصر : كنت اود ان اسمع هذا الهتاف ، ولكن من عجائز بيشاور !!!
( بيشاور : المدينة التي ولد فيها الفارس)

أكتوبر 18, 2002, 05:46:00 مساءاً
رد #2

فراشة

  • عضو خبير

  • *****

  • 1649
    مشاركة

  • مشرفة استراحة الاسرة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://
مذكرات فيزيائية
« رد #2 في: أكتوبر 18, 2002, 05:46:00 مساءاً »
قصة جميلة ،،،
ذكرتني بموقف مشابه
بينما كنا في محاضرة مملة
و إذا بحمامة تدخل مسرعة من احدى النوافذ دون استئذان
وتطير في ارجاء القاعة
ثم ،،،،،،،،،،، تخرج


يا ترى ما حكاية الحمام  و المحاضرات العلمية ؟!!



إن لم تكن منارا .... فكن على الأقل شمعة



http://www.rahaluae.com/vb/