السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الكريم Le didacticien
الاتجاه الحديث في جعل مناهج الرياضيات المدرسية ذات معنى بلغتها ورموزها يحتاج إلى جهود دولية جبارة تتجاوز قدرات المعلم وحده ، لأن الدرس ذو المعنى بالنسبة للمتعلم (كل على حده) يفترض أن يراعي شخصية المتعلم وميوله واهتماماته وقدراته وثقافته وبيئته ، وكل هذه العوامل لا يستطيع المعلم الالمام بها لوحده ، ولكن يمكن للمعلم عند تحضيره لبعض الدروس أن يحاول إجراء بعض المقاربات بعد اخذ الاحتياطات اللازمة ، وسأبين قصدي بمثالك في شرح معنى قاعدة السالب في السالب كما يلي:
إفتراضات المتعلم المستهدف: ثاني متوسط-عمر13سنة-لا يملك خبرات سلبية في دراسة الرياضيات-يعرف معنى الضرب-لديه خبرة من بيئته المحلية في التعامل مع النقود-يجيد التعلم بالتلقين الصفي من معلم الفصل من السبورة أو بدونها
ملخص عرض الدرس:
1) في التعامل مع البنك نرمز لعملية الايداع باشارة + ، ونرمز للرغبة في الايداع باشارة + . ونرمز لعملية السحب باشارة - وللرغبة في السحب باشارة -
2) عبارة الرغبة في ايداع 50دينار مرتين هي +50×+2=+100
عبارة الرغبة في سحب 50دينار مرتين هي -50×-2=+100 !!!
عبارة الرغبة في سحب 50 دينار أودع مرتين -50×+2=-100
عبارة الرغبة في ايداع 50 دينار سحب مرتين +50×-2=-100
انتهى الشرح...
كما تلاحظ اخي الكريم في هذا المثال قد يستجيب المتعلم لهذه الحالة الخاصة فقط دون أن يرتقي لتجريد الحالة الى حالات اخرى(حسب مستوى النماء العقلي لجان بياجيه) ، ولعل شخصنة التعلم personalised learning (من المدرسة البريطانية) أو تطبيقه غلى مشكلات الحياة real life situations(من المدرسة الامريكية) أو تمثيله الحسي feeling representation (من المدرسة الروسية) يمكن ان يحل هذا الاشكال في حال شكوى المتعلم منه .
فهناك ثلاث اشكاليات تتواجد دوما في غرفة الصف : تعارض تعليم المهارة مع تعليم المعنى ، وتعارض تعلم الفرد مع تعلم المجموعة ، وتعارض المثال الحسي مع المثال التجريدي
اما توثيق العرض الملائم في الكتاب المدرسي فيجب ان ياخذ بعين الاعتبار شكل التفاعل بين المتعلم والكتاب وكذلك شكل التعامل بين المعلم والكتاب ، وبالأخص عند الأخذ بعين الاعتبار صبغ المنهج بالرؤية التربوية الحديثة في التعليم التحولي transformative learning التي طرحها ادموند اوسوليفانEdmund O'Sullivan
واحب ان انوه الى خصوصية بيئتنا التي يمكن تلمسها من مقارنة كبار معلمي الرياضيات في الغرب امثال سكالانتي البرازيلي وزلاتكوشبورير اليوغسلافي مع كبار معلمي الرياضيات في بلادنا العربية
حيث نجد الاختلاف الجذري في الخصائص التدريسية للفريقين ، وما زلت اذكر ما قاله الاستاذ والباحث القدير في الرياضيات ووالخبير في تطوير مناهجها د.صلاح الأحمد عندما حذر من تدريس الرياضيات بالأسلوب الذي قد يخرق بنيتها العلمية ، مع انني من انصار المدرسة ذات المعنى والتي اسعى دوما لتطبيقها ما استطعت الى ذلك سبيلا ، لأني اومن بان العلم يقتضى العمل والا كان هباءا منثورا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته