أخي الوعي
أشكرك على فتح هذا الحوار وعليه أجيب
شيء جميل أن يحلَّق الإنسان في تفكيره ويتجاوز عالم المادة إلى ماوراء المادة. ولكن وخلال بحث الإنسان عن الميتافيزيقا أو ماوراء المادة ابتدع لنا أساطيرلاطائل من ورائها وخرافات عن الآلهة لاحصر لها، وكان يشك في أن للمرأة روح! هنا لعبت الأديان دوراً منبهاً ومرشداً ومعلّماً لتجاوز هذه الخرافات ونبذها واتباع مذهب واحد في اللامادة ألا وهو الإيمان. ولايخفى عليك أخي "الوعي" أن الإيمان شيء آخر غير العلم ولا علاقة له به. مع أن العلم يدعو للإيمان حيث قال رب العالمين (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ). وهنا كانت مهمة الرسل في إرشاد الناس إلى عبادة الله الواحد والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله وبالبعث والجزاء والجنة والنار...إلخ. ولا يخفى عليك أخي الكريم أن كل هذه الأشياء هي أمور غيبية ولا مجال للتعرف عليها من خلال البحث العلمي المجرد. وهذا ما أدركه الغرب الماديّ في دراساته وبحوثه ومنذ بدايات القرن العشرين حيث فصل مابين علم الأديان والعلوم الأخرى وتوقف عن مناكفة أصحاب الأديان وأخذ على عاتقه عدم الخلط بين العلم والإيمان. واعتبرَ أن طريق العلم مختلف بل ويناقض طريق الإيمان. فهذا الفيلسوف الفرنسي باشلار Bachlard يقول مامعناه "إذا أردت أن تصل إلى العلم المحض فعليك أن تشك في كل شيء وتزيل من رأسك كل ماعلق به من مفاهيم إيمانية وأعراف" طبعاً هذا طرح مادي بحت.
هذا الطرح مرفوض بالنسبة للمؤمنين، فالإيمان هو ثمرة من ثمار الأديان وهو حقيقة vérité بالنسبة لهم ولايمكن التوصل إليها إلا من خلال الكتب السماوية التي أنزلها الله تبارك وتعالى على أنبيائه. وبالتالي وبالنسبة لي عندما يتكلم أحد أمامي عن الكريستال فإنه لايعني لي إلا مايعنيه لكل رياضي أو فيزيائي أو كيميائي أو أي صاحب مصنع للكريستال. أما أن تكون كرة الكريستال هي وسيلة لمعرفة الغيب والتنجيم في عقيدة ال Esotérisme فهذا مجانب للمنهج العلمي وكذلك الديني.
أما مسألة ال Polymath فأعتقد أن عصرنا الحالي قد تجاوزها وبمراحل. حيث لايخفى عليك أخي الكريم أن تنوع ودقة التخصصات الحالية تجعل الباحث يمضي كل وقته في التعرف على جزئية صغيرة من باب المعرفة الواسع واللامحدود. أما الربط فيما بين العلوم والإختصاصات فهذا مانجد نتائجه المثمرة في كل يوم بل وفي كل لحظة ولكن ليس عن طريق الربط مابين العلوم والمعارف الإنسانية وبين مدارس السحر والتنجيم والشعوذة غير المعترف بها لاعلمياً ولا دينياً، وإنما من خلال علاقات وثيقة مبنية على أسس معرفية وعلمية بحتة.
نعم أخي "الوعي" جميل أن يكون الباحث زاهداً أو مؤمناً وأن يكون ذلك حافزاً له على سبر أغوار المعرفة وأن يسخّر هذا الإيمان في توجيه دفتها ليصل في النهاية إلى معرفة حقائق الكون وحقائق النفس البشرية ضمن ماأرشدنا إليه ربنا تبارك وتعالى ومن خلال ماوصل إليه الإنسان من اكتشافات علمية موَثَقة في رحلته الطويلة والمستمرة.
هناك أمر آخر، وهو ماأعتقد أنك أردت الإشارة إليه من خلال دعوتك إلى تأمل البعد الرابع من خلال دراسة نسبية الزمن. هذا شيء آخر يمكن لنا مناقشته، كما اقترح الأخ الكريم أبو الطيب وبكل أريحية معتمدين على ماتوصل إليه علم الفيزياء الحديثة بل ومتتبعين في بعض الأحيان بعض الإشارات القرآنية المفعمة بالإيحاءات الرمزية للوقت والزمن للوقوف عندها والتبصر بأمرها!
وأخيراً ذكرت أخي الكريم أن
QUOTE
لقد برهنت السنوات الأخيرة أن الإجابات والحقائق تكمن في حقول الطاقة والذبذبات وليس في المادة والمنطق المادي وحسب.
وهنا أود لفت نظرك إلا أن الطاقة وذبذباتها هي مادة ولا علاقة لها باللامادة !!
دمتم بخير
أخوكم / أبو عمر