إن الحركة مطلب أساسي من متطلبات الحياة وهي مظهر جوهري من مظاهر الحيوية
وإننا لا نبعد عن الواقع إذا قلنا أن الكهرباء هي شريان الحياة المعاصرة وان المحرك الكهربائي هو عضلاتها فبدون المحرك الكهربائي تظل جميع المصانع بحاجة إلى اله بخارية ضخمة تمدها بالطاقة الميكانيكية اللازمة للتصنيع ، وبدون المحرك الكهربائي تخلو منازلنا ومتاجرنا من الأجهزة الكهربائية التي تخدم أغراض شتى، لقد أصبحت الصناعة في عصرنا هذا اكثر أمانا ويسرا بوجود المحرك الكهربائي
ولكن كيف يعمل المحرك الكهربائي ؟ إن تحريك ملف داخل مجال مغناطيسي يولد تيارا كهربائيا ولذا فان العملية العكسية تمرير تيار كهربائي في ملف موجود داخل مجال مغناطيسي يؤدي إلى دوران الملف ومن الواضح أن مبدأ عمل المحرك الكهربائي يجعله عبارة عن مولد كهربائي يعمل بطريقة عكسية ،
ولذا فانه ليس بالغريب أن يكون تركيب المحرك الكهربائي مشابها لتركيب المولد الكهربائي ، أما الغريب حقيقة فهو اختراع فاردي للمولد الكهربائي كان عام 1831 م إلا أن المحرك الكهربائي لم يدخل الساحة حتى عام 1873 م وحدث ذلك عن طريق الصدفة عندما أخطأ أحد الفنيين في أحد المعارض المنعقدة في فيينا في التوصيل بين مولدين كهربائيين وكان نتيجة هذا الخطأ انه عند تشغيل المولد الأول تحرك الملف في المولد الثاني بسرعة عالية أي أن الطاقة الكهربائية الواردة من المولد الأول تحولت إلى طاقة حركية في المولد الثاني وهذا الخطأ وضع البشرية على الطريق الصحيح لإطلاق الحركة من الكهرباء
من كتاب الفيزياء للأدباء للدكتور خضر الشيباني
