Advanced Search

المحرر موضوع: Cryonics .. هل سنتمكن من التغلب على الموت ؟  (زيارة 1767 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يونيو 19, 2001, 02:55:29 صباحاً
زيارة 1767 مرات

cazanova

  • عضو مبتدى

  • *

  • 72
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://
Cryonics .. هل سنتمكن من التغلب على الموت ؟
« في: يونيو 19, 2001, 02:55:29 صباحاً »
بمجرد مطالعة الأدب العالمي سنجد أنفسنا نرتجف .. من كان يتخيل أن ( تشيكوف ) سيموت بالدرن ؟!
هذا العقل العبقري مات في سن صغيرة نسبياً بداء كانت بعض أقراص من عقار ANH مع حقن ( ستربتومايسين ) كفيلة بالقضاء عليه ، لكنه عاش في زمن كان الدرن هو سرطان العصر ، و ما كان الأطباء يملكون له إلا النصائح بالرحيل إلى مكان دافئ ليشفى فيه ..
أدباء عظام ماتوا بالتيفود أو النزلات الشعبية ، و اليوم يموت عظماء كثيرون بالسرطان ..
و الحلم يطرح نفسه: لو أبقينا ( تشيكوف ) حياً حتى اكتشاف الـ ( ستربتومايسين ) ، و لو أبقينا مدام ( كوري ) حية حتى اكتشاف علاج السرطان ؛ فمن يقدر ما كانا سيقدمان لنا في عالم اليوم ؟
Cryonics : نوع من الخيال العلمي ، و ربما لم تتم تجربة واحدة سليمة حتى اليوم ..
نبتت الفكرة لأول مرة في قصة خيال علمي لكاتب فرنسي هو ( إدمون دابو ) في القرن التاسع عشر ( 1961 ) ، القصة اسمها ( الرجل ذو الأذن المكسورة ) .. في هذه القصة تم تجميد مريض لا يرجى شفاؤه ، و ذلك من أجل إعادته يوماً بعد أن يموت أطباء هذا العصر الجهلة ، و يأتي أفضل منهم ..

بعد هذا اعتنق علماء كثيرون الفكرة .. كلهم كانوا يؤمنون بأن الموت ذاته ليس سوى ( مرض لم يُعرف علاجه بعد ) .. و كان أملهم أن يبقى الحالة/الشخص في ظروف تحفظ أنسجته ، إلى أن يجيء يوم يعرف فيه العلم كيف يقهر داء الموت ، و عندها يعالجون هؤلاء القوم فيعودون إلى الحياة ..

لكن هذا الكلام محض هراء ، فالفكرة ذاتها تتنافى مع نواميس الطبيعة و ميثاقها .. لا بد من الموت ، و الكثير منه كي تستمر سيرة الحياة ..

لنقل أن هذا كان جزءاً منم غرور علماء القرن التاسع عشر ، الذين حسبوا أنهم واصلون إلى سر الحياة خلال أعوام معدودة ، و في جو كهذا كتبت ( ماري شيلي ) قصتها ( فرانكنشتاين ) عن العالم الذي خلق كائناً حياً ..

على كل ، لقد كان الإغراء بالنسبة لهم شديداً ، و قد قال ( بنجامين فرانكلين ) مراراً أنه يتمنى لو أُعيد إلى الحياة بعد مائة علم فقط خمس دقائق ، يعرف فيها ما حدث للعلم و السياسة و الاقتصاد ، ثم يموت بعدها .. لا يهم ..

معنى هذا الكلام أن تتحول القبور إلى غرف نوم أو ثلاجات !

لكن الفكرة تتعارض بشدة مع منطق الحياة و منطق الأديان .. و لكن ماذا تقول لأصدقائنا هنا الذين ـ بالنسبة لهم ـ كانت هناك دلائل معينة :
الباكتيريا تمومت أعواماً كويلة في درجات حرارة قريبة من الصفر ، ثم تزدهر و تنتعش و تمارس عملها من جديد .. و قد حسبوا أن ما ينطبق على الحيوان وحيد الخلية يمكن أن ينطبق على الحيوانات عديدة الخلايا ..

ال ( Cryonics ) تعمل أساساً على تجميد من ماتوا بالفعل ، لا على من أصيبوا بداء عضال حتى يجد الطب مخرجاً .. فقد كانوا يعتبرون الموت ـ كما قلنا ـ داءً عضالاً يمكن الشفاء منه ..

يجب هنا أن أفرق بين أربعة مصطلحات يخلط كثيراً بينها الحمقى/البسطاء ـ سمهم ما شئت ـ ، و يستخدمون هذا بدلاً من ذاك كالعادة:


Crypbiology : علم الأحياء في درجات الحرارة المنخفضة ، و يدرس تأثير البرد على الأعضاء الحيوية المهمة كالقلب ..

Cryogenics : و هو علم برئ آخر من كل هذا الهراء ، و هو علم فيزيائي يختص بدراسة خواص المواد في درجة الصفر المئوي ..

Suspended Animation ( الإحياء المؤقت ) : و هو علم لا وجود له ، و يعني إيقاف العمليات البيولوجية في الجسد الحي حسب هوى الشخص ..

Cryonics : و هو تجميد الموتى أو المرضى الميئوس من شفائهم .. تلاحظ أن لفظة Cryo اليونانية البادئة تعني ( الصقيع ) و البرد .. و حتى اليوم لم تتم عملية Cryonics ناجحة قط ، ببساطة لأن الصقيع يدمر الأنسجة تماماً ..
و لكن متى يتم تجميد الموتى ؟ فكلنا نعرف أن الجسد سرعان ما يتعفن ..

هناك موت إكلينيكي ، حينما يضع الطبيب سماعته ، و يطرق برأسه و يقول : أنا آسف .. بعده يأتي الموت البيولوجي حين تكف الغدد عن الإفراز ، و تتوقف الشحنات الكهربية .. بعد هذا يأتي موت الخلايا ذاته حين تبدأ عملية التحلل .. يحاول هؤلاء بدء التجميد في المسافة بين الموت الإكلينيكي و الموت البيولوجي ..

و في سياق ذلك ، جرب العلماء ( النيتروجين ) السائل .. ثم جاء ( هارولد ميرمان ) من الـ ( NMRO ) و قال إن ( الهيليوم ) السائل أفضل .. اليابانيون جربوا ( الأوكسيجين ) السائل و أبدوا به انبهارهم ..

و لكن هذا لا يعني أن التجربة قد نجحت .. فقد نجحت مع الفئران الحية السليمة .. و نجحت ـ مع اليابانيين ـ مع اليرقات .. فقد قام اليابانيين ( أساهيا ) و ( أوكي ) بتبريد الشرانق حتى 30 درجة مئوية تحت الصفر ، ثم غمراها في ( الأوكسيجين ) السائل .. و بعد هذا ذوبا الثلج ، فواصلت الحشرات حياتها بشكل طبيعي و خرجت منها الفراشات ..

( ميرمان ) جرب طريقة أعنف بالـ ( هيليوم ) السائل الذي وصل بدرجة حرارة الفئران إلى 197 درجة مئوية تحت الصفر .. و حين استعادت الفئران حياتها ، فوجئ العالم بأنها تتذكر كل ما تعلمته قبل التجميد .. لقد احتفظت بذاكرتها القديمة ..

فيما بعد جربت د. ( أودري سميث ) من المعهد القومي للبحوث الطبية نفس الشيء على الفئران و على الحيوانات المنوية ..

و هذا لم يكن نجاحاً كاملاً ..


أولاً : هم أجروا تجاربهم على كائنات حية ، و ليس على ميتة كما كانوا يأملون ..

ثانياً : لم تخلُ الخلايا من أذى واضح .. إن التجميد يكوّن بلورات ثلج داخل الخلايا ، و هذه تحدث عند التذويب أذى لا يمكن وصفه أو تصديقه ..
و لهذه الأسباب حاول اليابانيون حقن اليرقات بالـ ( Glycerol ) مع غمرها فيه .. يقولون أن هذا يقلل من تكوين البلورات ..


Glycerol molecular - تكوين ذرة ( جليسرول )

الآن نجد 400 من أكثر عقول العالم تطوراً مشاركين مع شركة Alcor التي تقدم هذه الخدمة (!!) بالرغم من عدم التأكد و كثرة الأقاويل عنها ..


لمزيد من المعلومات حول Cryonics

Cryonics ( كرايو-نيكس )


و الحلم يطرح نفسه: لو أبقينا ( تشيكوف ) حياً حتى اكتشاف الـ ( ستربتومايسين ) ، و لو أبقينا مدام ( كوري ) حية حتى اكتشاف علاج السرطان ؛ فمن يقدر ما كانا سيقدمان لنا في عالم اليوم ؟

من يدري ...؟

طيّب الله أوقاتكم ..

Minerva

====================
الموضوع للدكتور خالد توفيق

لقد كان تعلم المشي اصعب من هذا بكثير ، لكنك مشيت برغم كل شيء .

يونيو 20, 2001, 02:06:49 صباحاً
رد #1

elewa

  • عضو مبتدى

  • *

  • 41
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://
Cryonics .. هل سنتمكن من التغلب على الموت ؟
« رد #1 في: يونيو 20, 2001, 02:06:49 صباحاً »
شكرا على عرض هذا الموضوع. وتذكرت قول الله تبارك وتعالى:
وَلتَجِدَنهُم أحرَصَ الناسِ عَلَى حَياةٍ وَمِنَ الذِينَ أشرَكُوا, يَوَدُ أحَدُهُم لَو يُعَمَرُ أَلفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أن يُعَمَرَ وَاللهُ بَصِيرُ بِمَا يَعمَلُون.  البقرة 96
الذى يجذبنى حقيقة هو رد فعل الخلايا لهذا الإجهاد الناتج من التجميد. تخيل بالونة قمت بنفخها ثم طعنتها بمئات السكاكين الصغيرة.... انتهت البالونة....ولكن الخلية اسعد حالا من البالونة. اتذكر حينما كنت اعمل فى احدى المعامل فى امريكا الصيف الماضى. كنا ندرس ظاهرة موت الخلية المبرمج بإستخدام دودة صغيرة طولها 1 ميليمتر وتحتوى على 1090 خلية فقط. اسمها العلمى Caenorhabditis elegans واُفضل شخصياً الإشارة اليها بالدودة الانيقة (لاحظ المقطع elegans  والتى تعنى الأناقة), وعمرها الإفتراضى 14 يوم بالكثير. فى احد الأيام ذهبت مع زميل الى غرفة عظيمة, كبيرة للغاية, كلها عبارة عن مبرد. يومها اخرجنا انبوب صغير تحتوى على الاف الديدان الصغيرة محفوظة منذ اكثر من عشرة اعوام. قمنا بتدفئتها حتى ذاب الثلج ورأيت الديدان تجرى فى الطبق كما لو كانت مولودة بالأمس. وقمت ذات مرة بحفظ مجموعة مهمة من الديدان - تحتوى على طفرة وراثية مهمة- بنفس الطريقة, حيث وضعناها فى ماء مع جليسرول و بردناها تدريجيا الى ما دون الصفر ووضعناها فى نتروجين سائل. وهذه الديدان قابعة الان فى عز الثلج فى نيويورك تنتظر من يعيدها الى نشاطها (رغم انها لن تحيا بعد ذلك اكثر من اسبوعين بالكثير). الظريف ان هذه الدودة نالت لقب الأنيقة بجدارة.... كلما رأينها تحت المجهر تذكرت قول الشاعر: تمشى الهوينى كما تمشى الوجى الوحل. فهذا الدودة تتمخطر يمين ويسار فى وقار.
عليوة